إهداء ...
إلى الجزائر الّتي أحلم بها أمان و صفاء و عطاء
وطني ...
أتّخذ من قلبي صفحات، أكتب عليها بدمعي و دمي عبارات و أهديها لكلّ من
يسألني عنك يا وطني، أهديها لكلّ من يشغله أمرك و لكلّ من يحترق لإحتراقك،
و يتألّم لآلامك و يتمنّى أن يُحظى بلحظة أمان بين أحصانك
وطني ...
إن سألوني عن ماضيك قلت لهم ماضيك فخر و إعتزاز، و إن سألوني عن حاضرك قلت
لهم حاضرك شموخ و صمود و ثبات، و إن سألوني عن مستقبلك قلت لهم مستقبلك
أمل و جمال و حب و إبتسام ..
مستقبلك شمس تُشرق على كلّ الدّروب و بسمة تنعش كلّ القلوب
وطني ...
رغم صرخاتك الّتي تصمّ آذاني .. و رغم آلامك الّتي تضاعف أحزاني ... و رغم
جراحك الّتي تزيد في شدّة أشجاني تبقى يا وطني في نظري شامخا بين الأوطان
كم أحبّك يا وطني .. حبّي لك نابع من إيماني، حبّي لك يسري في دمي بل في كلّ كياني
كم أحلم أن أنام و أصحو فأجد السّلام يعمّك ... ز الإبتسام يعلوك
كم أحلم أن أفتح عينيّ فأجدك حطّمتَ تلك القيود الّتي تقيّدك .. و غسلت تلك الدّماء الّتي تخضّبك
وطني ...
آهاتك .. جراحاتك تحوّلت إلى خناجر تُغرس في صدري كلّ يوم ... دمعاتك .. حسراتك صارت ترهقني .. تؤرقني و تطرد من عينيّ النّوم
و لأنّك وطني أشاطرك أحزانك .. ألمك يا وطني في جسدي، و جرحك في كبدي
دعني يا وطني أغسل بدمعي دماءك
دعني أضمّد جراحك
دعني أجعل من أضلعي سياجا منيعا حتّى لا يصل إليك أعدؤك
دعني يا وطني أبكي و أنوح بآلامك و أحزانك لكلّ من كان له قلبا أو ألقى السّمع و هو شهيد
وطني ...
إنّي أعشقك .. أعشق سماءك و أرضك .. أعشق سهولك و روابيك .. أعشق نسماتك الرّقيقة و نجومك المتألّقة ..
أشتاق أن أضمّ تربتك .. أشمّ منها عطرك ..
وطني الحبيب شمسك لن تغيب .. و أملي فيك لن يخيب
كفى دمعا .. كفى حزنا و شجونا و كن يا وطني بسمة تتدفّق من كلّ قلب محزون .. كن حلما رائعا تتوق لرؤيته كلّ العيون
كن قوّة تفوق التّصوّرات و الظّنون
كن هكذا يا وطني أو لا تكون
همسة
رحم الله ضحايا الإنفجارات و أسكنهم الفردوس الأعلى
و ألهم أهلهم و ذويهم الصّبر و السّلوان